fbpx
تأثيرات

مخاطر موجة الحر على قطاع الزراعة في الأردن وسبل مواجهتها

شهد القطاع الزراعي في الأردن اهتماماً متزايداً جراء موجات الحر المتكررة

سوزان خصاونة

يعد قطاع الزراعة . القطاع الذي يعد أحد أكثر القطاعات تأثراً بتغير المناخ ويواجه تحديات جمة. إذ ارتفعت درجات الحرارة في الأردن في الآونة الأخيرة بشكل دراماتيكي غير مسبوق ما أثر بشكل كبير على الظروف الجوية والبيئة، وكشفت الغطاء مرة أخرى عن التحديات البيئية العديدة التي يواجهها الأردن، تأتي في مقدمتها ندرة المياه.

قطاع الزراعة و موجات الحر

شهد قطاع الزراعة والصيد والغابات وصيد الأسماك نمواً بنسبة 7.4% خلال الربع الأول من عام 2023 . مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، بحسب دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، ويعد مصدر دخل للكثير من العاملين فيه. ومع ذلك، مازال القطاع الزراعي يعاني من تحديات كبيرة تعزى أحيانا إلى التغير المناخي، إذ أسهم في زيادة الصعوبات على العاملين والمزارعين المنتجين.

وبحسب المهندس الزراعي محمود العيد، الحاصل على الإجازة العامة في الهندسة الزراعية، فإن موجة الحر الزراعية تعبير يشير إلى تأثير موجات الحر على النباتات سواء كانت أشجار مثمرة أو خضروات.
إذ تتعرض الخضراوات والمحاصيل في موجات الحر للإجهاد نتيجة لعدّة عوامل: زيادة التبخر وفقدان المياه من أوراقها، زيادة “ظاهرة التنفيل” (ظاهرة موت الثمار حديثة التكوين)، زيادة وتيرة انتشار الآفات والأمراض الفطرية بين النباتات، وأيضاً ارتفاع درجات الحرارة في جذور النباتات ويسبب ذلك زيادة معدلات موت النباتات في البيوت البلاستيكية المغطاة والمزروعة.

وفي مقابلة عين المناخ مع المهندس العيد، أكد أن ارتفاع درجات الحرارة الحالي يسبب ما يُعرف بالإجهاد الحراري للنباتات والخضروات المزروعة. وقال: “ستزداد كمية التبخر أو فقدان المياه من النباتات، وبالتالي تتعرض لحروق وأضرار مختلفة حسب نوع الخضروات والنباتات المزروعة. هناك خضروات متحملة وأخرى متوسطة وغير متحملة لهذه الظروف. بالنسبة للخضروات الحساسة، سيحدث ضرر معين، يُسمى إجهاد حراري، والذي قد يؤدي إلى حرق كامل أو ظهور بقع على أوراق النبات أو تلف الثمار. وفي النباتات المتحملة، يمكن أن يؤدي هذا الإجهاد إلى تقليل معدل الإنتاج.”

أمراض

ويكمل المهندس العيد: “هناك أيضاً زيادة في انتشار أمراض معينة.. تحب معظم الأمراض الفطرية درجات حرارة عالية ورطوبة جوية مرتفعة، مما يؤدي إلى انتشارها بشكل أكبر. هناك أيضاً تفاقم في نشاط بعض الحشرات مثل الذباب الأبيض والتربس والعناكب المؤذية، حيث يزيد نشاطها بارتفاع درجات الحرارة.. وعلى الدوام، تكمن بداية الحلول في زيادة كميات مياه الري. وهذا يعني أن التحدي الأول الذي يواجه الأردن هو نقص الموارد المائية. المزارعون يجدون أنفسهم مضطرين لشراء المياه من أصحاب الآبار، وكلما استخدموا كميات أكبر من المياه، زادت خسائرهم وارتفعت التكاليف بشكل أكبر.”

وبسؤاله عن التقنيات المتقدمة التي يمكن أن تساعد المزارعين في التعامل مع موجة الحر الشديدة، يشير المهندس العيد، إلى وجود تقنيات تساهم في تجاوز الإجهاد الحراري على النباتات بأقل الأضرار. واوضح أن هذه التقنيات تكون مكلفة ماديا أحياناً، وتشمل إنشاء مزارع مغطاة، حيث يمكن التحكم في درجات الحرارة والرطوبة داخلها باستخدام مولدات الهواء البارد والساخن. وأكد أن هذه التقنيات تحتاج إلى اختصاصيين وامكانيات مالية عالية.

لكن بالنسبة للمزارعين ذوي الإمكانيات المحدودة، يوجد مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتباعها. مثل استخدام شباك التظليل التي يمكن أن تقلل تأثير أشعة الشمس بنسبة 70%، وتلوين البلاستيك بمواد مثل الكلس أو الطين. لتقليل الإجهاد الحراري على الزراعات المحمية لتوفير بيئة أفضل للمحاصيل والنباتات في هذه الظروف الجوية.

نصائح للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي

يقدم المهندس محمود العيد، مجموعة من النصائح للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي الأردني لتجنب الخسائر والخروج بأقل الأضرار الناتجة عن موجات الحر:

إذا كنا نرغب في زراعة أصناف من الخضروات خلال فترة الصيف، في أشهر يوليو أو أغسطس أو سبتمبر، يعد هذا وقتاً متوقعاً لارتفاع درجات الحرارة. أول إجراء يجب اتخاذه هو اختيار الصنف المناسب القادر على تحمل الإجهاد الحراري. هناك مجموعة متنوعة من أصناف بذور الخضروات، وهذه الأصناف تكون غالباً على شكل هجن، ويتم إنتاجها من قِبل شركات بذور عالمية. تحتوي هذه الأصناف على مواصفات محددة، حيث يمكن زراعة كل صنف في درجات حرارة محددة. لذا، يجب على المزارع اختيار الصنف الملائم للبيئة الحرارية، وهذا يعتبر إجراءً استباقياً للزراعة.

من الأمور الهامة أن يتم تأمين مصدر مائي جيد، وبدء تهيئة الأرض للزراعة وتسميدها بشكل علمي. ينبغي الرجوع لمتخصصين لإضافة خلطة سمادية متوازنة تركز على التوازن الغذائي للنبات، حيث يُعتمد تركيب السماد على النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وكذلك العناصر ال10 الأخرى الضرورية. اذ ان تجنب التركيز الزائد على النتروجين فقط، حيث يُفضل توفير توازن غذائي شامل للنبات لتعزيز مقاومته للإجهاد الحراري.

يُفضل تجنب عمليات الزراعة والتشتيل في فترات ارتفاع درجات الحرارة. حيث يصبح النبات ضعيفًا وعرضة للإجهاد بسبب ضعف المجموع الجذري (الجزء السفلى من محور النبات) وصعوبة امتصاص المياه. يجب انتظار استقرار درجات الحرارة للبدء في عمليات الزراعة والتشتيل، والاعتماد على توجيهات المختصين وتجربة المزارعين الآخرين.

الري

ينصح بعدم اجراء عمليات الري والتسميد، وعدم رش المبيدات خلال فترة موجة الحر. تكون السقاية مرة واحدة يوميا فقط. ولمدة قليلة في الصباح الباكر أو فترة غروب الشمس؛ فالماء ناقل مهم لدرجة الحرارة وخلال نصف ساعة من السقاية في درجات حرارة عالية سترتفع الحرارة حول الجذور وتسبب ضرر كبير لها.

من المهم أن يكون هناك مجموع خضري في حقول الخضار أو الفواكه. ليغطي الثمار ويعمل على حمايتها، فيقوم أحيانا أصحاب بساتين الرمان والعنب والتفاح مثلاً، بقص بعض الأفرع الخضراء غير الضرورية لتغطية الثمار وحمايتها من “لسعة الشمس” أو “التسلّخ”.

إذا كنا نرغب في زراعة أصناف من الخضروات خلال فترة الصيف، في أشهر يوليو أو أغسطس أو سبتمبر. يعد هذا وقتاً متوقعاً لارتفاع درجات الحرارة. أول إجراء يجب اتخاذه هو اختيار الصنف المناسب القادر على تحمل الإجهاد الحراري.

ينصح بعدم اجراء عمليات الري والتسميد، وعدم رش المبيدات خلال فترة موجة الحر. تكون السقاية مرة واحدة يوميا فقط ولمدة قليلة في الصباح الباكر أو فترة غروب الشمس؛ فالماء ناقل مهم لدرجة الحرارة وخلال نصف ساعة من السقاية في درجات حرارة عالية سترتفع الحرارة حول الجذور وتسبب ضرر كبير لها.

وسائل الحماية

من المهم أن يكون هناك مجموع خضري في حقول الخضار أو الفواكه ليغطي الثمار ويعمل على حمايتها. فيقوم أحيانا أصحاب بساتين الرمان والعنب والتفاح مثلاً، بقص بعض الأفرع الخضراء غير الضرورية لتغطية الثمار وحمايتها من “لسعة الشمس” أو “التسلّخ”.

من الوسائل زراعية التي يمكن استخدامها للتعامل مع الإجهاد الحراري. هي مستحضرات تحتوي على أحماض أمينية وطحالب بحرية للمساهمة في تخفيف الحرارة وتعزيز مرونة النبات لمقاومة الإجهاد الحراري.

وعلى الصعيدين الحكومي والإداري في قطاع الزراعة في الأردن. من الضروري أن يتم التعامل بحرص وجدية كضمانة لإنشاء استراتيجيات مستدامة وتطوير تقنيات حديثة بالاعتماد على تكنولوجيا متطورة. هذه الجهود الحيوية ستمكن المزارعين من اتخاذ خطوات حاسمة للتخفيف من تأثيرات الإجهاد الحراري على المحاصيل وتسهم في تحسين الإنتاجية. والمحافظة على جودتها، وتعزز دور القطاع كمحرك اقتصادي مهم. وموفر لفرص العمل وتساهم في رفع مستوى الحياة للمجتمع الزراعي والمجتمع بشكل عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى