ما هو الخسارة والضرر – ولماذا سيكون موضوعًا رئيسيًا في كوب٢٨؟
لقد تم طرح قضية الخسارة والضرر لأول مرة في مفاوضات المناخ الدولية قبل عقود من الزمن، ولكن ثبتت صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأنها
كان أحد أكبر إنجازات مؤتمر كوب٢٧ في مصر العام الماضي هو إنشاء صندوق لتعويض الدول الفقيرة عن الخسائر والأضرار التي لحقت بها نتيجة لتغير المناخ. كانت نقطة الخلاف لعقود من الزمن، وستكون الخسائر والأضرار أيضًا على رأس جدول الأعمال عندما يبدأ كوب٢٨ في دبي يوم الخميس. ولكن ما هي الخسارة والضرر – ولماذا ثبت منذ فترة طويلة أنه من الصعب على الدول التوصل إلى اتفاق بشأنها؟
ما هو الخسارة والضرر؟
تشير الخسائر والأضرار إلى الأضرار التي يسببها تغير المناخ، وخاصة تلك التي لا يمكن منعها عن طريق التخفيف (الجهود المبذولة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة) أو تخفيفها من خلال استراتيجيات التكيف (المناهج التي تتكيف مع آثار تغير المناخ). حيث وضح برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن آثار تغير المناخ التي لا تعد ولا تحصى يمكن أن تؤدي إلى خسائر وأضرار، بما في ذلك حرائق الغابات والطقس القاسي مثل الجفاف أو الفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر والتصحر وتحمض البحار.
يمكن أن يكون الضرر الذي تسببه هذه العوامل اقتصاديًا – مثل الأضرار التي تلحق بالمحاصيل أو البنية التحتية نتيجة للظواهر الجوية المتطرفة التي أشعلها تغير المناخ أو زادت حدتها. وهي تشمل أيضًا أشكال الضرر غير الاقتصادية، بما في ذلك فقدان التراث الثقافي – كما لو اضطرت مجموعة من الأشخاص إلى مغادرة وطنهم والانتقال إلى منطقة جديدة بسبب تغير المناخ. ويعتبر فقدان التنوع البيولوجي مثالاً آخر.
لقد تم إدخال مفهوم الخسائر والأضرار في مفاوضات تغير المناخ من قبل أرخبيل فانواتو في المحيط الهادئ منذ أكثر من ثلاثة عقود. وفي مؤتمر كوب١٩ في وارسو عام ٢٠١٣، تم إنشاء آلية للخسائر والأضرار. اذ إن الرقم المعلن على نطاق واسع للأموال اللازمة لتغطية الخسائر والأضرار هو ٤٠٠ مليار دولار سنويا بحلول عام ٢٠٣٠، ولكن المبالغ سوف تزيد مع اشتداد تأثيرات تغير المناخ. وبحلول عام ٢٠٥٠، يمكن أن تصل إلى تريليون دولار أو ١.٨ تريليون دولار سنويا، وفقا للتقديرات.
ويُنظر إلى البلدان المتقدمة باعتبارها مسؤولة إلى حد كبير عن تغطية تكاليف الخسائر والأضرار، لأنها أطلقت النصيب الأكبر من الغازات المسببة للانحباس الحراري الكوكبي بمرور الوقت. اذ يشير تحليل إلى أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أنتجت خمس ثاني أكسيد الكربون المنبعث منذ عصور ما قبل الصناعة. لقد ثبت أن مفهوم الخسائر والأضرار يصعب التوصل إلى اتفاق بشأنه جزئياً لأن الدول المتقدمة تشعر بالقلق من أن ذلك قد يفتحها أمام طلبات لا حدود لها تقريباً للحصول على الأموال.
وكان هناك أيضاً الكثير من النقاش حول مسؤوليات الدول النامية التي أصبحت في الآونة الأخيرة مصدراً رئيسياً للانبعاثات، مثل الصين، أو التي أصبحت غنية عن طريق استخراج وبيع المواد الهيدروكربونية. وقد خصصت العديد من الدول المتقدمة أموالاً لتغطية الخسائر والأضرار، بما في ذلك اسكتلندا والدنمارك وبلجيكا.
ومن بين صندوق الخسائر والأضرار الذي تم إنشاؤه في مؤتمر كوب ٢٧، يوجد صندوق الدرع العالمي ضد مخاطر المناخ، الذي تلقى تمويلا من ألمانيا على سبيل المثال. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز قدرة الدول المعرضة لتغير المناخ على الصمود
ماذا يمكن أن نتوقع في كوب٢٨؟
مع اقتراب صندوق الخسائر والأضرار من أن يصبح حقيقة عندما تم التوصل إلى اتفاق بشأنه في أبو ظبي في أوائل نوفمبر. حيث وافقت لجنة تابعة للأمم المتحدة على سلسلة من التوصيات الخاصة بالصندوق، والتي ستنظر فيها الدول في مؤتمر كوب٢٨. ومن بين التوصيات الرئيسية أن تتم إدارة الصندوق لفترة أولية من قبل البنك الدولي.
يُنظر إلى مشاركة البنك الدولي على أنها تحظى بشعبية بين الدول المتقدمة ولكنها أقل ترحيبا بين الدول النامية، وسط مخاوف من البعض من أن المؤسسة تحمي مصالح الدول الغربية.اذ حثت لجنة الأمم المتحدة التي توصلت مؤخرا إلى اتفاق الدول الغنية على وضع الأموال في الصندوق، على الرغم من أن المدى الذي قد تكون ملزمة به قانونا للقيام بذلك من المرجح أن تتم مناقشته في مؤتمر كوب٢٨.