تغير المناخ يرفع الحرارة إلى أعلى من قدرة تحمل البشر”
توصلت دراسة إلى أن المليارات قد يتعرضون لظروف لا تحتمل بحلول عام 2100
حذرت الأبحاث من أن تغير المناخ سيتسبب للمليارات بمواجهة ظروفا شديدة الحرارة والرطوبة لدرجة أن أجسادهم لن تتمكن من التبريد بشكل طبيعي. إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة أو أكثر عن المستويات الحالية.
دراسة
تسلط الدراسة، التي نشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، الضوء على المخاطر الصحية الشديدة الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب بما يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ووضح المؤلف الرئيسي الدكتور دانييل فيسيليو : “إن التعرض لهذه الحرارة لمدة ساعة أو ساعتين لبضعة أيام كل عام هو أمر يمكن التكيف معه ولا يجعل المكان “حارًا جدًا بالنسبة للبشر”. إن تجربة هذه الحرارة لمدة 6-7 ساعات يوميًا لعدة أيام أو أسابيع على مدار العام أمر يجب أن يؤدي إلى تدابير تكيفية سلوكية أو تكنولوجي كبيرة”. منذ بداية الثورة الصناعية، ارتفعت درجات الحرارة العالمية بنحو درجة مئوية واحدة.
اذ قام فريق البحث بمحاكاة ارتفاع درجات الحرارة العالمية بين 1.5 درجة مئوية و4 درجات مئوية، وتحديد المناطق التي يمكن أن يتجاوز فيها ارتفاع الحرارة والرطوبة قدرة الإنسان على التحمل.
زيادة درجة الحرارة
وفقًا لأبحاث سابقة في ولاية بنسلفانيا، يمكن للأفراد الشباب الأصحاء تحمل درجات حرارة البصيلة الرطبة التي تصل إلى حوالي 31 درجة مئوية عند رطوبة بنسبة 100 في المائة. ومع ذلك، فإن التحمل يختلف اعتمادًا على عوامل مثل .المجهود وسرعة الرياح والإشعاع الشمسي
إن زيادة درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين قد تعني أن مناطق مثل باكستان ووادي نهر السند في الهند وشرق الصين ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا تشهد مستويات حرارة لا تطاق بشكل منتظم. يمكن أن تكون موجات الحرارة العالية الرطوبة مميتة بشكل خاص، خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها حلول التبريد على نطاق واسع مثل تكييف الهواء.
واستشهد الدكتور فيسيليو بموجة الحر غير المتوقعة في ولاية أوريغون عام 2021، مشددًا على أنه على الرغم من أن النماذج تتنبأ بالاتجاهات، إلا أنها لا تستطيع دائمًا التنبؤ بأحداث كارثية محددة. وقد بحث بحثه السابق مع البروفيسور دبليو لاري كيني، المؤلف المشارك للدراسة، في الحدود البشرية للحرارة والرطوبة والجهد البدني.
أثر تغير المناخ
كان هذا العمل التأسيسي ضروريًا للتنبؤات الحالية، حيث أشار المؤلف المشارك البروفيسور ماثيو هوبر إلى أهميته في فهم تأثيرات تغير المناخ على التسامح البشري. وأكد طالب الدراسات العليا كينكين كونغ، الذي شارك في الدراسة، أن استراتيجيات التكيف مع المناخ في العالم، والتي تركز عادة على درجة الحرارة فقط، تحتاج إلى معالجة المخاطر المتزايدة للحرارة الرطبة. على سبيل المثال، يواجه كبار السن مخاطر صحية أكبر عند انخفاض عتبات الحرارة والرطوبة.
وأشار الدكتور فيسيليو الى أن الشيء الأكثر أهمية هو تقليل استهلاكنا العالمي من الوقود الأحفوري بشكل كبير، والوصول إلى صافي الانبعاثات إلى الصفر بسرعة، وبناء المرونة من خلال تدابير الصحة العامة وتدابير خفض الحرارة على نطاق أصغر”.
وإذا تم تجاهلها، فإن العديد من المناطق، وخاصة في الدول ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط، ستواجه ظروفاً كارثية. على سبيل المثال، يمكن أن تشهد مدينة الحديدة في اليمن أكثر من 300 يوم سنويًا تتجاوز قدرة الإنسان على تحمل الحرارة إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 4 درجات مئوية.
وقال البروفيسور هوبر: “أسوأ الإجهاد الحراري سيحدث في المناطق غير الغنية. ونتيجة لذلك، سيعاني مليارات الفقراء، وقد يموت الكثير منهم”.