اليوم الأول في كوب٢٨- ما المواضيع التي ناقشها و ما هي المواضيع القادمة؟
افتتحت قمة كوب ٢٨ اليوم بقرار مناقشة تمويل صندوق الخسائر و الأضرار على أمل التوصل إلى اتفاق بشأنه قبل الانتقال إلى المواضيع الأكثر جدلا
آلاء الشدفان
دعت رئاسة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الدول و الممثلين المشاركين في القمة اليوم الخميس ٣٠ نوفمبر لتبني رسميًا الخطوط العريضة لصندوق جديد للأمم المتحدة لتغطية الخسائر والأضرار، و إعلان اتفاق لتمويل الصندوق بشكل دوري لمساعدة البلدان الفقيرة و النامية التي تضررت من الكوارث المناخية التي تسببت بحدوثها الدول المتقدمة من خلال سوء استخدامها للموارد الطبيعية بلا اي مراعاة لما قد تعود على العالم من أضرار كارثية.
سيشمل مؤتمر كوب٢٨ في الأسبوعين المقبلين و ابتداء من اليوم العديد من المواضيع الأساسية و المحورية لحماية ولإيجاد حلول للتغيرات المناخية، وذلك كالتالي:
صندوق الخسائر والأضرار
بينما تنقسم البلدان حول ما إذا كان ينبغي إعطاء الأولوية للتخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز، أو توسيع نطاق التكنولوجيات مثل احتجاز الكربون لمحاولة تقليل تأثيرها على المناخ. بدأ مؤتمر كوب٢٨ يومه الأول باجتماع زعماء العالم في دبي للبحث في تحقيق قرار مبكر بشأن صندوق الخسائروالأضرار، قبل أن تحول القمة تركيزها إلى الوقود الأحفوري وغيره من الموضوعات المثيرة للخلاف.
ان العوائد الكارثية التي تسبب بها الاستخدام الجائر للموارد الطبيعية من انبعاثات سامة تسببت بتلوث هوائي و جفاف و فياضانات. تؤثر بشكل مباشر على الدول النامية اذ انها لا تمتلك الامكانات المادية للعودة من أثار هذه الأضرار، لذلك من الممكن أن يساعد تحقيق اتفاق مبدئي بشأن صندوق الخسائر و الأضرار و الذي طالبت به الدول الفقيرة منذ سنوات ،في تمهيد الطريق للتوصل إلى تسويات أخرى خلال القمة التي ستستمر أسبوعين، ولذلك تم بدأ قمة كوب٢٨ اليوم بموضوع صندوق الخسائروالأضرار.
قام الاتحاد الأوروبي سابقا بالتعهد بتقديم مساهمة كبيرة للصندوق، لكنه اليوم يدفع الدول المزدهرة اقتصاديا مثل الصين والإمارات العربية المتحدة، أن تحذو حذوه. وقال دبلوماسيون أوروبيون إن إنشاء الصندوق يسمح للدول الغنية بالبدء في التعهد بتقديم أموال له، ومن المتوقع أن تعلن دول من بينها ألمانيا والدنمرك وهولندا والامارات والصين والسعودية وغيرها عن قيمة مساهماتها للصندوق خلال الأيام القليلة المقبلة.
الوقود الأحفوري
سيجتمع مندوبون من ما يقرب من 200 دولة لحضور قمة المناخ كوب٢٨ في دبي و التي بدأت اليوم و ستستمر على مدار اسبوعين ، حيث تأمل دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة المضيفة للمؤتمر وعضو أوبك، في الترويج لرؤية مستقبل منخفض الكربون يشمل الوقود الأحفوري، وليس تجنبه. وذلك على عكس المتوقع و الأهداف المطروحة في مؤتمر باريس لخفض إنتاج و استهلاك الوقود الأحفوري.
حيث يكشف هذ التوجه للإمارات، و الذي تدعمه أيضًا الدول الكبرى الأخرى المنتجة للنفط، عن الانقسامات الدولية في القمة حول كيفية مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتستعد الحكومات لإجراء مفاوضات مشتعلة حول ما إذا كان من الواجب الاتفاق، للمرة الأولى، على التخلص التدريجي من استخدام العالم للفحم والنفط والغاز الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون، وهو المصدر الرئيسي للانبعاثات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري العالمي.و على توسيع نهج التخفيض التدريجي ليشمل جميع أنواع الوقود الأحفوري بلا أي استثناءات.
حيث وجد أن البلدان في المجمل لا تزال تخطط لإنتاج ضعف كمية الوقود الأحفوري بما يتوافق مع الالتزام بهدف 1.5 درجة مئوية. وبينما ستتفاوض الأطراف حول سرعة ودرجة التحول عن الوقود الأحفوري وتعزيز نظام الطاقة النظيفة، سيتم أيضًا تضمين ممثلي صناعة الوقود الأحفوري في المحادثات. وحتى الآن، لم تدعو اتفاقيات مؤتمر الأطراف إلا إلى التخفيض التدريجي لإعانات دعم الفحم والوقود الأحفوري.
الطاقة المتجددة و هدف ١.٥ درجة مئوية
وتنقسم الدول بين دول أوروبية ودول معرضة للمناخ تطالب باتفاق لاستبدال الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة، ومنتجي النفط والغاز الذين يسعون إلى الحفاظ على دور مصادر الطاقة التقليدية. كما أن العديد من البلدان النامية مترددة في التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري، الذي يقولون إنه ضروري لتنمية اقتصاداتها.
ستحتاج قدرة الطاقة المتجددة العالمية إلى الوصول إلى أكثر من 11 ألف جيجاوات بحلول نهاية العقد، حيث تمثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حوالي 90 في المائة من النمو، لتحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين. أعلى من مستويات ما قبل الصناعة، حسبما ذكرت شركة إيرينا ورئاسة كوب٢٨ والتحالف العالمي لمصادر الطاقة المتجددة في تقرير الشهر الماضي.
حيث قالت السيدة أديب رئيسة التحالف العالمي لمصادر الطاقة المتجددة : “نرى أن هناك تعبئة حول هدف الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة العالمية بطريقة لم نرها من قبل في كوب.
ستقوم الدول أيضا بعملية التقييم العالمي خلال المؤتمر حيث ستقوم بتقييم التقدم الذي أحرزته في تحقيق أهداف المناخ العالمية – وعلى رأسها هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ١.٥ درجة مئوية (٣.٦ درجة فهرنهايت).
الميثان
يعتقد علماء الأمم المتحدة أن الحد من ارتفاع درجة حرارة المناخ إلى ١.٥ درجة مئوية سيتطلب “تغييرات سريعة وبعيدة المدى وغير مسبوقة” مثل قطع الانبعاثات.
الميثان عديم اللون ، بلا رائحة وغير مرئي للعين المجردة ، ومع ذلك ، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، هو مسؤول عن أكثر من ٢٥ في المائة من الاحتباس الحراري.اذ إن الميثان أكثر ضررًا ٨٠ مرة من ثاني أكسيد الكربون. حيث قالت الأمم المتحدة إن قطع الميثان بنسبة ٤٥ في المائة بحلول عام ٢٠٣٠ يمكن أن يساعد في تحقيق هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ١.٥ درجة مئوية على مستويات ما قبل الصناعة ومساعدة العالم على تجنب أسوأ آثار الاحترار العالمي.
من المتوقع أن يتم إصدار تصريح فيما يتعلق بالميثان في مؤتمر كوب يوم السبت القادم ٢ كانون الأول. ومن المتوقع أيضا أن تصدر تصريحات تتعلق بمواضيع أخرى خلال المؤتمر في الأيام القادمة.