التأثير البشري: يرفع درجات الحرارة الى أكثر من ٥٠ درجة مئوية في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط
في حال عدم اتخاذ أي تدابير للتخفيف من الارتفاع المستمر للحرارة فتشير التوقعات إلى أنه في النصف الثاني من هذا القرن ستبدأ موجات الحر الشديدة غير المسبوقة في الظهور في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وتتميز بتجاوزات لعتبة ٥٠ درجة مئوية.
مع ارتفاع درجة حرارة العالم.أصبحت الأيام الحارة للغاية تحدث بشكل أكثر تكراراً وشدة. لتصل إلى درجات حرارة غير مسبوقة ترفع من معدل الوفيات حول العالم. حيث أشارت الدراسات الى كيفية التأثير البشري على احتمالية تجاوز درجات الحرارة القصوى اليومية ٥٠ درجة مئوية في ١٢ موقعاً مختاراً حول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
سيتناول هذا المقال قائمة المخاطر التي تستخدم نماذج المناخ مع وبدون تأثير بشري لتقدير احتمالية حدوث الطقس الشديد الحرارة. حيث نجد أن درجات الحرارة التي تتجاوز ٥٠ درجة مئوية كانت نادرة للغاية أو مستحيلة في العالم قبل الثورة الصناعية. ولكن في ظل التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، فإن احتمالية حدوثها تزداد بسرعة. اما في المواقع الأكثر سخونة فقد قدر أن الاحتمالية قد زادت بمعدل ١٠- ١٠٣ درجة. بينما بحلول نهاية القرن يمكن أن تحدث مثل هذه الظواهر المتطرفة كل عام . اذ ان جميع المواقع المختارة قد تشهد ١-٢ أشهر إضافية من ارتفاع درجات الحرارة مما يتسبب بزيادة في حالات الوفاة الناتجة عن الارتفاع الحراري بحلول عام ٢١٠٠، مما يؤكد الحاجة إلى التخطيط الفعال للتكيف مع المناخ.
التأثير البشري
تشير الأبحاث إلى أن درجة الحرارة في العالم قد ارتفعت بمقدار درجة مئوية واحدة منذ بداية القرن العشرين. وتشير أبحاث الإسناد إلى أن العوامل البشرية هي السبب الرئيسي لذلك. حيث تعتبر انبعاثات الغازات الدفيئة للوقود الاحفوري المساهم الرئيسي في الاحترار. وتظهر أيضًا دور التأثير البشري في الاحترار الإقليمي منذ الخمسينيات. مما يؤدي بدوره إلى تكثيف حوادث ارتفاع الحرارة المفرطة و التي بدورها تضع ضغوطًا على الصحة البشرية والبيئة بشكل عام.
أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أدلة قوية على أن الطقس الساخن المفرط حول العالم يصبح أكثر تكرارًا وشدة نتيجة للتغير المناخي البشري المنشأ. بالاضافة الى دراسات أخرى بينت كيفية التأثير البشري ليس فقط موجات الحر. بل على مجموعة من الأنواع المختلفة من الظواهر المتطرفة . فضلاً عن تأثيرات تغير المناخ.
من المتوقع أن يتسبب الاحترار المستمر في تفاقم المخاطر. مع تعريض مليارات الأشخاص لظروف مناخية لم يسبق لهم أن تعرضوا لها على مدى الـ ٦٠٠٠ عام الماضية. يهدف هذا المقال إلى تقديم رؤى جديدة فيما يتعلق بواقع درجات الحرارة التي لن تكون مجرد كسر للأرقام القياسية. ولكن أيضًا، في غياب التكيف الفعال، قد تؤدي إلى عواقب اجتماعية واقتصادية كارثية.
أكدت احدى الدراسات بالفعل الى أن فرص حصول احداث مناخية كارثية تتزايد بسرعة كبيرة بسبب التأثير البشري . بحيث يمكن أن تصبح شائعة بحلول نهاية القرن. كدليل على ذلك ، تم تسجيل رقم قياسي في ارتفاع درجات الحرارة في المملكة المتحدة اذ وصلت الى ٤٠.٣ درجة مئوية.
تغير المناخ و أوروبا
أكدت الدراسات الأخيرة أيضًا أن أوروبا بحاجة إلى التحضير لصيف أكثر حرارة من عام ٢٠٠٣. تواجه الحرارة المفرطة تحديات أكبر للمجتمعات التي تكون أكثر ضعفًا بسبب قدرتها التكيفية المنخفضة. على سبيل المثال، يُقدر أن ما يقارب من مليون حالة وفاة في المدن اللاتينية الأمريكية خلال الفترة من ٢٠٠٢ إلى ٢٠١٥ مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة القصوى. حتى في البلدان الحارة مثل الهند، عندما قد يكون من المتوقع أن يكون السكان قد تأقلموا جيدًا مع درجات الحرارة العالية. لا تزال الحرارة المفرطة تأخذ حصتها .فعلى سبيل المثال ، خلال موجة ساخنة مستمرة في ولاية غوجارات في مايو ٢٠١٠ . وجد أن معدل الوفيات قد زاد بنسبة ٤٣.
مع استمرار تغير المناخ، من المتوقع أن تتحمل المناطق الأكثر حرارة معظم أعباء آثارصحية مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في العقود القادمة. في حين يشعر السكان في المملكة المتحدة بالقلق إزاء تجاوز عتبة ٤٠ درجة مئوية. فإن البلدان الأكثر سخونة تواجه تحدي تجاوز العتبة الأكثر خطورة وهي ٥٠ درجة مئوية بشكل أكثر تكرارًا. أو حتى للمرة الأولى في السنوات القادمة.
اذ يُقدر أنه في حالة ارتفاع حرارة الأرض بأكثر من ٢ درجة مئوية. ستُسجل درجات حرارة تزيد عن ٥٠ درجة مئوية في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مع أقصى درجات الحرارة ارتفاعا في شبه الجزيرة العربية.
حتى في أوروبا، أصبحت احتمالية حدوث مثل هذه التطرفات أكثر وضوحًا بعد تسجيل أعلى درجة حرارة بلغت ٤٨.٨ درجة مئوية في صقلية في ١١ أغسطس ٢٠٢١. اذ انه في حال عدم اتخاذ أي تدابير للتخفيف من الارتفاع المستمر للحرارة فتشير التوقعات إلى أنه في النصف الثاني من هذا القرن ستبدأ موجات الحر الشديدة غير المسبوقة في الظهور في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وتتميز بتجاوزات لعتبة ٥٠ درجة مئوية.